مع التوسع العمرانى سواء فى الاراضى المستصلحة الجديدة ، كانت الحاجة ماسة و ضرورية لحماية هذه المجتمعات الجديدة من اثر الرياح الضارة و المدمرة سواء للزراعات او الانتاج الحيوانى او حتى المجتمعات العمرانية .
ولا تتم الحماية من شدة الرياح الضارة و المثيرة للأتربة الا بزراعة الاشجار الخشبية حول المجتمعات العمرانية الجديدة على شكل أحزمة شجرية واقية و كذلك حول الاراضي المنزرعة بالمحاصيل الحقلية و البستانية بإقامة مصدات الرياح .
وظهرت الحاجة الملحة لإقامة مصدات الرياح و الاحزمة الشجرية الواقية مع زيادة شدة الرياح وخاصة رياح الخماسين التى تهب على أجزاء مختلفة من المناطق سواء المناطق الزراعية او المناطق العمرانية .
حيث تؤدى شدة الرياح الى اقتلاع الاشجار و كسر فروعها و سقوط الاوراق و الازهار ، خاصة فى الاراضي المستصلحة حديثا والتى لا يوجد أى نوع من الحماية مما يؤدى الى خفض الانتاجية ، وهى فى الغالب تؤدى الى خسائر كبيرة للمزارعين .
تأثير الرياح الشديدة على الاشجار :
تتسبب الرياح فى اثار ضارة كبيرة على الاشجار ومنها التاثيرات الاتية .
اولا : التاثيرات الميكانيكية على الاشجار :
١ – كسر الافرع و سقوطها و كذلك سقوط الاوراق و الازهار والثمار مما يؤدى الى نقص و قلة الانتاج .
٢ – تعرية التربة و بالتالى تعرية الجذور و تعرضها للجو فيؤدى ذلك الى اقتلاع الاشجار ، وقد تؤدى الى خلخلة المجموع الجذرى و بالتالى يحدث انحناء او ميل للاشجار .
٣ – نقل ذرات الرمال مع الرياح فتسبب اذى كبير للاوراق ، حيث يقوم بسد الفتحات الثغرية فيعمل ذلك على قلة تبادل الغازات و بالتالى نقص كفاءة العمليات الحيوية داخل النباتات مما يؤدى الى قلة الانتاج .
٤ – فى المناطق القريبة من البحار ( المناطق الساحلية ) تعمل الرياح الشديدة على نقل ذرات الملح الى الاشجار والنباتات مما يؤدى الى حدوث اضرار بالغة بها .
٥ – تؤثر الرياح الشديدة على تعرية التربة وبالتالى قلة خصوبتها ، كما تعمل على تحريك الكثبان الرملية ونقلها الى الاماكن المنزرعة مما يؤدى فى النهاية الى تغيير البيئة النباتية للاسوأ و حدوث ظاهرة التصحر Desertification .
ثانيا : التاثيرات الفسيولوجية على الاشجار والنباتات :
١ – الرياح الشديدة تؤدى الى زيادة النتح من النباتات و بالتالى زيادة الاحتياج للماء وذلك حتى يعوض هذا النقص ، كما تعمل الرياح ايضا على زيادة البخر سواء من الارض او من النباتات او حتى مصادر المياة السطحية سواء من الترع او القنوات المائية .
٢ – الرياح الخفيفة تنشط عملية التنفس فى النباتات و كذلك عملية البناء الضوءى و تحسين تهوية التربة .
٣ – تؤثر الرياح الشديدة على شكل الجذع للاشجار فيصبح بيضاوى الشكل ، وقد تجعل شكل الاشجار مثل شكل العلم ، حيث ان الاوراق و الأغصان المعرضة تجف و تموت وفى نفس الوقت تبقى البراعم و الاغصان البعيدة عن الرياح .
لذلك كان من الضرورى اقامة مصدات الرياح و الاحزمة الشجرية حول المزارع لأهميتها وكسر حدة الرياح و الاقلال من تأثيراتها الضارة .
مصدات الرياح : Wind breaks .
مصدات الرياح هى عبارة عن حواجز مادية جامدة كالاجسام الصلبة او حية مثل الاشجار و الشجيرات و تقام فى اتجاة عمودى على اتجاة الرياح للحد من سرعتها و تزرع فى صف واحد او صفين من الاشجار .
ويجب زراعة انواع اشجار شجرية مختلفة الكثافة لتعطى كثافة خضرية مناسبة حيث ان يكون شكل التاج فيها يتغير مع السن فنجد مثلا ان اشجار الحور الصغيرة يكون شكل التاج و المجموع كثيف عند سطح التربة و مع النمو وتقدم الاشجار فى العمر ينمو التاج لاعلى و مرتفع و تصبح الساق خالية من الاوراق لعدة اقدام بعيدا عن سطح الارض ، ولذلك يجب زراعة صف اخر من الشجيرات امام الصف الاول .
مواصفات اشجار مصدات الرياح.
١ – ان تكون سريعة النمو وتعطى نمو خضرى قوى فى فترة زمنية قصيرة وبذلك تعطى حماية سريعة .
٢ – ان يكون لها مجموع جذرى قوى وعميق غير منتشر عرضيا حتى لا يؤثر على المحاصيل المنزرعة .
٣ – ان تكون من الاشجار مستديمة الخضرة .
٤ – ان تكون اوراقها غير ضارة بحيوانات المزرعة .
٥ – ان تكون من الانواع التى تصل الى ارتفاعات كبيرة .
٦ – ان تكون من الاشجار التى تتحمل الملوحة و التى تصل الى ارتفاعات كبيرة.
٧ – ان يتناسب النوع المختار مع البيئة التى يعيش فيها .
اهم انواع اشجار مصدات الرياح.
١ – جميع انواع اشجار الكافور .
٢ – اشجار الكازورينا .
٣- اشجار العبل و اشجار الاثل .
٤ – اشجار السرو .
٥ – اشجار الحور .
٦ – اشجار الصنوبريات .
٧ – اشجار الصفصاف .
٨ – اشجار السرسوع .
٩ – اشجار الاكاسيا .
١٠ – اشجار السنط .
١١ – اشجار اللوز الهندى .
